يابلادي عين اللة ترعاكي

هتفت قلوب المواطنين وصفقت من الأعماق.. إذ عاشت على فراش الدهشة.. تشهد نتاج أولئك الفتية الذين آمنوا بربهم وبوطنهم وبشرف مهنتهم في الذود عن مقدساتهم.. هذا الوطن العظيم.. عظمة ما يحوي من الرحاب الطاهرة المقدسة.. وهو تشريف إلهي يطوق أعناق المخلصين.. الواعين بعظمة هذه المكانة وأهمية العيش في كنفها.. أسوة بسيد الخلق نبي الإنسانية محمد بن عبد الله رسول الله ــ عليه صلوات الله وسلامه.. (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، وكان وما يزال هو القدوة والسراج المنير.. رسم لنا بعد المسؤولية والحفاوة بهذه المقدسات وحفظها من عبث العابثين والمرتدين.. ومن قبل ومن بعد.. الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف..

والذي جعله حرما آمنا تجبى إليه ثمرات كل شيء وضمن سلامته وسلامة من دخله (ومن دخله كان آمنا)، وقد تكفل رب القدرة والمنعة بذلك، ويأتي هذا الإنجاز العظيم الذي كشف النقاب عنه في نهاية الأسبوع الماضى.. ليبلور حقيقة قائمة وهي أن العيون الساهرة لم تغفل ولم تغف لحظة.. وأن ما امتازت به هو العمل الدؤوب وفي صمت.. تهتك أستار الجريمة وتتعقب المجرمين وتكشف أسرارهم في استراتيجية عالية القدرة والكفاءه والمهنية الاحترافية.. الأمر الذي أذهل كبار المسؤولين عن الرعاية الأمنية في كبريات دول العالم.. مما حملهم على إصدار شهادات التفوق لأبطالنا رجال الأمن على براعتهم واقتدارهم في تقصي فلول الجانحين من المغرر بهم من شباب هذه الأمة وفق معدلات سياسية تربوية.. تأخذ في اعتبارها أن المواطن كم له اعتباراته.. وتضع في الحسبان الوقوف على الأسباب والمسببات التي كان لها الأثر في الجنوح والخروج عن السرب..

وقد شهد العالم على نجاح سياسة المملكة الأمنية في محاربة الفكر الضال.. حماية لكثير من أبناء الوطن من السقوط في هاوية اليأس والقنوط.. وفتح كوة الأمل أمام من تثبت براءته، وأنه وقع ضحية تسميم أفكاره وتعطيه فرصة التوبة والإياب إلى المواطنة الصالحة، وقد برهنت هذه السياسة على مصداقيتها ونجاحها.. فالابن الضال خلفه عائلة.. والعائلة خلفها عائلة، والرابطة المجتمعية لها احترامها.. من هنا فإن عامل الوقت مهم في هكذا حالة.. وأعود لردود الفعل العالمية ــ (نقلا عن «عكاظ» مشكورة):

«من العاصمة الأمريكية جاءت الشهادة: الإنجاز السعودي يعزز استقرار الأمن دوليا.

الكويت: نهنئ الأمن السعودي والأمير نايف مدرسة تفيد الجميع.
صنعاء: تفوق لقدرة المملكة في التصدي للإرهاب.

وترى بغداد: أن هذه تجربة فريدة تحسب للأمن السعودي في مواجهة الإرهاب.

ومن لبنان: احترافية أمنية عالية للمملكة أدهشت العالم.

وقالت الجامعة العربية: تفكيك الخلايا يعكس يقظة الأمن السعودي.»

وتفرض علينا أجواء ردود الفعل في الداخل وفي الخارج وتفاعلها مع هذا الحدث الهام جدا والإنجاز الكبير أن نتنبه.. وأن نكون جميعنا أذنا صاغية وعينا واعية في مراقبة ما يجري داخل منازلنا.. ولا نترك الحبل على الغارب، وأن نقترب من أولادنا أكثر لا نهملهم ونوفر لهم أدوات الغواية من خلال الحرية السائبة وغير المقننة.. ثم نستيقظ على الكارثة.. فإن أي إسهام واعٍ وشفاف من جانب أي ولي أمر من خلال بناء جسور الثقة والتعامل الكريم التربوي مع الأجهزة المعنية.. خاصة في محاربة الفكر الضال أمر على جانب كبير من الإيجابية.. إذ أكدت النتائج أن الكثير من فلذات الأكباد يقعون ضحية وفريسة للفكر الضال من داخل أسوار منازلهم من خلال (الحاسوب).. ومن يهمل ذلك ويتغافل عنه فإن ذلك يعد خطيئة يصعب التسامح بشأنها.. أريد أن أقول: لقد آن الأوان لبناء أرضية صلبة وبيئة مجتمعية نقية من كل الشوائب والأدران وخلط الأوراق.. بل نحن في حاجة للوضوح والشفافية.. وبسط مساحة الضوء بالقدر الذي يسمح بأن نطبق مبدأ رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وأبدأ بنفسك ثم بمن تعول.. هذه قواعد سلوكية ذهبية لو طبقت لأصبحنا مجتمعا نموذجيا شديد الترابط والتآلف والتعاون على البر والتقوى.

تحية لرجال الأمن .. إكبارا وإعجابا:
وهذا يجعلنا نرفع أيدينا تحية احترام وإكبار لمن هم مسؤولون عن الأمن في بلادنا ــ وفقهم الله ورعاهم.. ومن هم وراء كشف أسرار هذه الطغمة الباغية.. نخص بالذكر الأمير محمد بن نايف، والفريق أول سعيد القحطانى، والكبير والصغير من الساهرين على أمننا وصيانة مقدساتنا وأرواحنا.. وحسبي الله ونعم الوكيل.